حوده البيه عضو خبير
كيف عرفت منتدانا؟ : عن طريق جوجل
1577
تاريخ الميلاد : 01/10/1990 العمر : 34 www.albeh.yoo7.com حب الله ورسله المزاج : صاحب منتدى جنه الاسلام السٌّمعَة : 16 نقاط : 32257 24/02/2009
| موضوع: الى من اسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي 2010-07-31, 14:51 | |
| "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور ارحيم"]
هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة و غيرهم إلى التوبة و الإنابة و إخبار بأن الله تبارك و تعالى يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها و رجع عنها و إن كانت مهما كانت و إن كثرت و كانت مثل زبد البحر.
قوله: "إن الله يغفر الذنوب جميعا...." الخ الآية، لما نهاهم عن القنوط أخبرهم بما يدفع ذلك و يرفعه و يجعل الرخاء مكان القنوط.
فائدة:
روى الطبراني من طريق الشعبي عن بشير بن شكل أنه قال: سمعت ابن مسعود يقول: إن أعظم آية في كتاب الله:"الله لا إله إلا هو الحي القيوم".
و إن أجمع آية في القرآن بخير و شر:"إن الله يأمر بالعدل و الإحسان".
و إن أكثر آية في القرآن فرحا في سورة الزمر:"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله".
و إن أشد آية في كتاب الله تفويضا:"و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب".ابن كثير(4/64).
و أعلم أن هذه الآية أرجأ آية في كتاب الله سبحانه لاشتمالها على أعظم بشارة، فإنه أولا:
أضاف العباد إلى نفسه لقصد تشريفهم و مزيد تبشيرهم.
ثم وصفهم بالاسراف في المعاصي و الاستكثار من الذنوب، فالنهي عن القنوط للمذنبين غير المسرفين من باب أولى، و بفحوى الخطاب.
ثم جاء بما لا يبقى بعده شك و لا يتخالج القلب عند سماعه ظن فقال:"إن الله يغفر الذنوب" فـالألف و اللام قد صيرت الجمع الذي دخلت عليه للجنس الذي يستلزم استغراق أفراده، [فهو في قوة: إن الله يغفر كل ذنب كائنا ما كان]، إلا ما أخرجه النص القرآني و هو الشرك:"إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
ثم لم يكتف بما أخبر عباده به من مغفر كل ذنب، بل أكد ذلك بقوله:"جميعا" فيا لها من بشارة ترتاح لها قلوب المؤنين المحسنين ظنهم بربهم الصادقين في رجائه الخالعين لثياب القنوط الرافدين لسوؤ الظن بمن لا يتعاظمه ذنب و لا يبخل بمغفرته و رحمته على عباده المتوجهين إليه في طلب العفو، الملتجئين به في مغفرة ذنوبهم و ما أحسن ما علل سبحانه هذا الكلام قائلا إنه هو الغفور الرحيم، أي: كثير المغفرة و الرحمة عظيمهما بليغهما واسعهما، فمن أبى هذا الفضل العظيم و العطاء الجسيم، و ظن أن تقنيط عباد الله و تيئيسهم من رحمته أولى بهم مما بشرهم الله به، فقد ركب أعظم الشطط و غلط أكبر الغلط، فإن التبشير و عدم التقنيط الذي جاءت به مواعيد الله في كتابه العزيز الذي سلكه رسوله صلى الله عليه و سلم كما صح عنه من قوله:"يسروا و لا تعسروا، و بشروا و لا تنفروا"اهـ. من تفسير الشوكاني.
تنبيه:
لا تعارض بين هذه الآية و بين قوله تعالى:"إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء" و ذلك أن كل ذنب كائنا ما كان ما عدا الشرك بالله مغفور لمن شاء الله أن يغفر له.
من فقه الآية:
أولا: سعة رحمة الله عز و جل و عظيم لطفه.
ثانيا: قبول الله التوبة من جميع الذنوب.
ثالثا: تحريم القنوط من رحمة الله.
رابعا: إثبات الغفور و الرحيم اسمين لله عز و جل.
330- حدثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف، أن ابن جريج أخبرهم: قال يعلى إن سعيد بن جبير أخبره عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا و أكثروا، و زنوا و أكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه و سلم فقالوا:إن الذي تقول و تدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل"و الذين لا يدعون مع الله إلها آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون" و نزل:"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله".
الشيخ عبيد الجابري ـ حفظه الله تعالى ـ في كتابه:"إمداد القاري بشرح كتاب التفسير من صحيح البخاري"(ج3 ص354)
| |
|