العادة السرية....وأثرها على المستوى العلمي للشاب

السؤال
السلام عليكم.
أنا طالب في أمريكا.

لكن بسبب العادة السرية التي مارستها أكثر من 13 سنة، فشلت في دراستي وأشهد بالله أن سبب فشلي هو العادة السرية، لأني الآن لي سنة و2أشهر، ولم أستطع تعلم الإنكليزية كل ما أدرس أو أحفظ كلمة أنساها في دقائق فقط!
والآن السفارة بعثت لي رسالة بفصلي وإرجاعي إلي بلادي، لأني فشلت.

والله إني أكتب الرسالة وأنا أبكي، ماذا سوف أقول لأهلي وأنا راجع لبلادي؟

وإلي الآن لازلت أمارسها لأني لم أستطع أن أتركها، لأنها تمكنت مني بشكل كبير، لدرجة قد تصل لممارستها كل ساعة مرتين!

أرجوك اعمل لي حلاً بعد ما دمرت حياتي ومستقبلي، وماذا سوف أقول لأهلي.؟! والسلام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبادئ ذي بدء أنت تعرف أضرار العادة السرية، أنا لا أريد أن أحصر مضارها فيما ذكرته من فشل جلبته لك، ولكني أقول لك إن العلماء قد أفتوا بحرمتها، وهذا في رأيي يجب أن يكون لُب الموضوع، ويجب أن يُركز عليه الشباب وكل من يمارس هذه العادة القبيحة.

نحن يجب أن نتقيد بأمور الحلال والحرام، يجب أن نعظمها، يجب أن تكون هي منهجنا، يجب أن نتحرك من خلالها، لا نأخذ الأمور بسهولة وعدم مسئولية، والدين بحكمته البالغة والشرع لا يحلل ولا يحرم إلا لحكمة عظيمة.

أنا أعتقد أنك إذا نظرت للأمور فقط من هذه الزاوية تستطيع أن تتخلص من هذه العادة، فيجب ألا تتبع هوى النفس في أمر لا خير ولا فائدة فيه أبدًا.

انظر نظرة عميقة لموقف الشرع من هذه العادة، هذا يتجاهله الكثير من الناس، لأن البعض يسألنا عن مضار العادة السرية ولا يسألنا عن موقف الشرع منها؟

نعم العادة السرية لها مضار وسوف نذكر ذلك وهي معلومة لجميع الناس، ولكن بكل أسف الكثير من الناس يسيطر عليه التبرير والنكران، وكذلك المساومة مع الذات واتباع الشهوات، وهذه كلها دفاعات نفسية سلبية وخادعة وخاطئة.

نحن إذن نقول: أولاً كشباب يجب أن نلتزم بديننا، هذا هو الأساس.

ثانيًا: نأتي بعد ذلك لمضار هذه العادة:

أولاً: العادة السرية هي احتقار للذات، هذا لا شك فيه، فالإنسان ينغمس في هذا الهوى وتتلاعب به الأفكار الجنسية القبيحة والخيالات وتمتد هذه الخيالات لأنواع غريبة من التفكير، وقد سألت الكثير من الشباب الذين يمارسون هذه العادة وكان استغرابهم أنني أركز على نقطة الخيال الجنسي المرتبط بالعادة السرية، فهو خيال قبيح وقبيح جدًّا، فيه من يتأمل حتى في محارمه، والعياذ بالله قد ذكر لي شاب أنه كان يتأمل فخذ أخته حين يمارس العادة السرية، لأنها كانت هي الأداة الجنسية الوحيدة التي يستطيع أن يصل لها كما ذكر.

هذا أمر بشع، فيجب أن يُعطى هذا الأمر اهتمامًا عظيمًا.

ثانيًا: العادة السرية تؤدي إلى شيء من الانطوائية، تؤدي إلى حصر الفكر والمعارف بشكل لا تجعلها تتطور أو تنطلق إلى آفاق جديدة يبني الإنسان من خلالها حياته الثقافية وحياته العلمية والاجتماعية والتواصلية، ويكون له كينونته ويكون له شخصيته.

ثالثًا: العادة السرية تؤدي إلى الكثير من القلق الداخلي، ونسميه بالقلق المقنع، افتقاد الطمأنينة.

وقد رأيت من جعل حياته نمطية جدًّا، يقول إنه سوف يذهب للاستحمام كي يمارس العادة السرية، وهنالك من يترك مشوارًا أو أمرًا ضروريًا لانغماسه في ممارسة هذه العادة القبيحة.! فهي حقيقة استعباد واستعباد قبيح.

رابعًا: هنالك إثبات قاطع بأن العادة السرية تؤدي إلى اضطرابات جنسية كثيرة، فإن سرعة القذف قد سُجلت ضد هذه العادة، ارتداد القذف أيضًا سُجل، وبطء وضعف القذف الجنسي أيضًا كُتب عنه الكثير ممن يمارسون هذه العادة السرية.
كما أن هذا الاحتكاك القبيح ما بين اليد والعضو التناسلي يؤدي إلى تبلد في الأعصاب الطرفية التي هي تحت الجلد في العضو الذكري وهي أعصاب ضرورية جدًّا للاستشعار الجنسي الطبيعي، الذين يمارسون العادة السرية وُجد أن هذه الأحاسيس تضعف وتتبلد لديهم، ولذا لا يستمتعون بالمعاشرة الجنسية الشرعية الزوجية.

وهي أيضًا تؤدي إلى اضطرابات في التغذية، اضطرابات في النوم، وأشياء كثيرة.

فيجب أن تعلم هذه المشاكل وهذه الصعوبات وهذه الأخطار وتتأمل فيها، وأنت صاحب القرار لأن الأمر تحت إرادتك، والإنسان مسئول عن كل ما هو تحت إرادته، مسئول أمام الله، مسئول أمام ضميره، مسئول أمام أسرته، فالقرار الآن لك، وهذا الأمر أمامك، والإنسان يمكن أن يحرر نفسه من الاستعباد.

الإنسان يمكن أن يعتق نفسه، فأنت يجب أن تعتق نفسك وتحررها من هذا الاستعباد، وتبدأ حياتك من جديد وتبدأ صفحة جديدة، وسوف تجد أن الأمور بفضل الله تعالى بدأت في التحسن، حتى الصعوبات الجنسية التي ذكرناها وُجد أنها تتحسن بعد سنة أو سنتين، وهذا أمر محفز ومشجع.

فأنا أعتقد أنك يجب أن تعي الدرس تمامًا.

أما بالنسبة لموضوع الدراسة والفشل وعدم تمكنك من تعلم اللغة الإنجليزية، وأن السفارة قد اختارتك أن ترجع إلى بلدك، أقول لك إن رجوعك إلى بلدك فيه خير كثير، فأنت عشت في أمريكا، ولا شك أن المثيرات الجنسية القبيحة قد أثرت عليك.

فارجع إلى بلدك، وأعرض على أهلك فكرة الزواج، ولن يرفضوا أبدًا، والزواج يمكن أن يكون زواجًا بسيطًا وغير مكلف.

أنا أرى أن هذا هو الحل بالنسبة لك، وعليك أيضًا بأن تجعل حياتك الاجتماعية إيجابية في بلادك، تواصل، انضم إلى جمعيات الشباب، الجمعيات الخيرية، اقرأ، اطلع، كن حريصًا على صلاة الجماعة، انضم إلى حلقات تلاوة القرآن...أشياء عظيمة يمكن أن تتعلمها.

وبالنسبة للغة الإنجليزية، إذا كنت أنت مصرًّا على تعلمها فليس هنالك ما يمنع أن تتعلمها في بلادك، فإنه توجد الكثير من المعاهد، والتعليم هو رغبة وإصرار وعمل وتخطيط.

اتبع هذه الأسس وسل الله أن يكتب لك النجاح، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

» حكم العادة السرية في رمضان
» كيف أتخلص من العادة السرية تدريجيا؟
» العادة السرية...هل تضر الرحم أو المبياض؟
» متى تعود الأمور لطبيعتها بعد ترك العادة السرية؟
» العادة السرية.... وتأثيرها على سرعة القذف