أخاف أن توافيني المنية وأنا على العصيان... فأنقذوني

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 25 عاما، أمارس العادة السرية ويترتب على ذلك ترك الصلاة والطهارة وقراءة القرآن، وأنا حزين على حالي، وأذهب أحيانا للتمشي في منطقة تخلو من السكان فأصرخ صرخة عالية، وتدمع عيناي أحيانا لما أنا فيه من معصية، وأريد أن أتغير وأن أصلي وأقرأ القرآن، علما بأن صوتي جميل بالقرآن، وأخاف أن توافيني المنية وأنا على هذه الحال وألقى ربي وهو علي غضبان، فانصحوني وأرشدوني.

وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن بداية الحل في يدك، فلن ينقذ محمدٌ إلا محمدًا، وإذا لم تقم أنت بالمبادرة لن تتأت أبدًا، لأن هذه قضية ذاتية، فلا يعلم أحد من الناس ما تصنع، وإنما هذه معصية تقع بينك وبين نفسك يشهدها الله تبارك وتعالى من فوق عرشه، قال تبارك وتعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم}، وقال تعالى: {وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير}، ولكن الشيطان ينسيك هذه المعية حتى تستمر في معصية مولاك وحتى تكون أهلاً لغضبه وعقابه، فالشيطان لا يريد أن يدخل النار وحده وإنما يريد أن يأخذ معه كمية كبيرة من بني آدم ليكونوا معه في قعر جهنم والعياذ بالله.

وبعيدًا عن أي مسألة تخطر ببالك من عوامل التغيير فإذا ما أخذت قرارًا بالتغيير فهناك سوف تتغير، ولذلك لا بد من خطوة جادة جريئة، ويكون ذلك أولاً بقرار بالتوقف عن هذه العادة، قرار أكيد وجازم وحازم (لن أفعل هذه العادة مرة أخرى).

ثانيًا: القضاء على الأسباب التي تؤدي إلى إثارتك، فإذا كنت تقيم في غرفة وحدك فحاول أن يكون معك أحد من إخوانك مثلاً في نفس الغرفة، وإذا لم يوجد فافتح باب الغرفة حتى يكون هناك نوع من الخشية من أن يطلع عليك أحد وأنت تمارس تلك العادة، وإذا كنت تفعلها في دورة المياه فعليك أن تقضي حاجتك وأن تخرج مسرعًا، ولا تطيل الجلوس في دورة المياه، وكذلك أيضًا ابتعد عن العبث بأعضائك التناسلية مهما كان الظرف ومهما كان الداعي.

وينبغي عليك أن تعلم أن النظر إلى الصور المحرمة سواء كانت حقيقية أو عبر أجهزة فإنها من أهم عوامل الإثارة، فلا تنظر إلى أي صورة محرمة، لأن هذه النظرة لهذه المرأة المتبرجة سوف تثير عندك الرغبة في قضاء حاجتك، وبالتالي لن تستطيع أن تتوقف، وتذكر ما سيحدث لك بعد الزواج، فإن الرجل إذا اعتاد ممارسة العادة السرية باليد فإنه سيكون عاجزًا عن إتيان امرأته بعد الزواج، وهنا ستشعر بندم تتمنى أن الأرض تنشق فتبتلعك عندما ترى عروسك الجميلة التي انتظرتك هذه الفترة الطويلة لتفاجأ بأنك عاجز عن إتيانها لأنك تعودت أن لا يحدث عندك انتصاب إلا عن طريق هذه الآلة وعن طريق يدك، والمرأة تختلف عن هذا الأمر اختلاف كليا، وبذلك ستشعر بضعف وذل وهوان أنت في غنىً عنه.

فاغتسل الآن وتوضأ ثم بعد ذلك توجه إلى الله وصل ركعتين وادع الله تعالى أن يعينك وأن يثبتك في هذا القرار وأن يعينك على أن لا تتراجع، وثق وتأكد من أن الله تبارك وتعالى سوف يعينك، قال جل جلاله: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

فإذا لم تكن على استعداد أن تغير نفسك فثق وتأكد أنه لن يحدث هناك أي تقدم في حالتك، فاجتهد في الدعاء وألح على الله أن يعينك الله وأن يثبتك ويسددك ويوفقك، واعلم أن الله يحب أن يُسأل وأنه يحب الملحين في الدعاء، واعلم أنه لا يمل حتى تمل أنت، وأنه سبحانه وتعالى وعدك بالإجابة وأمرك بالدعاء ولن يخلف الله وعده معك، كما قال سبحانه: {وعد الله لا يخلف الله وعده}، وقال أيضًا: {إن الله لا يخلف الميعاد}.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على أضرار هذه العادة السيئة في الاستشارات التالية: (2404-3858–24284–24312-260343)، وكيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (227041-1371-24284-55119)، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023-24312)، نسأل الله أن يعافيك من هذا البلاء وأن يعينك على أن تنتصر على الشيطان في هذه المعركة، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.

وبالله التوفيق.

» أخاف أن لا أستمتع بالممارسة مع زوجتي بسبب العادة، فماذا أفعل؟