محمود البيه صاحب منتدى جنه الاسلام
كيف عرفت منتدانا؟ : صاحب المنتدى
3383
تاريخ الميلاد : 01/10/1990 العمر : 34 www.albeh.yoo7.com صاحب منتدى جنه الاسلام حيث الابداع عنوان المزاج : دينى السٌّمعَة : 32 نقاط : 35693 24/02/2009
| موضوع: أقضي وقتي في المواقع الإباحية ولا أصلي ..فانصحوني 2010-11-14, 19:19 | |
| السؤال بسم الله الرحمن الرحيم. القصة بدأت من 8 سنوات، كنت عندها طالبا مجدا ولكن تعرفت إلى صديق سوء، ومنذ ذلك الحين ساء وضعي بشكل كبيير، فأنا اليوم مدمن على العادة السرية بشكل كبيير، حيث إنني أمارسها يوميا، أنا اليوم لا أصلي رغم كل توسلات أهلي لي بالصلاة، علاماتي بالجامعة متدنية جدا، ولا أهتم بدراستي مطلقا.
أنا انعزالي فليس لدي أصدقاء، لأن كل الناس تراني شخصا غبيا وسطحيا وأنا لا أجيد التعرف بأصدقاء أبدا، حتى في المنزل تجدني أجلس وحيدا ولا أجلس مع باقي العائلة.
أقضي وقتي في المواقع الإباحية وألعاب الكمبيوتر والمسلسلات التلفزيونية ولا أرى نفسي في أي عمل مفيد، فأنا لست موهوباً بأي شيء ولا حتى بالرياضة نفعت، وبصراحة أنا مللت ولم أعد أحتمل الواقع الذي أعيش فيه، وقد حاولت مرارا وتكرارا وقد فشلت في كل مرة حاولت فيها فأرجوكم المساعدة. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ الضائع حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإليك هذا المثال الذي ينفعك نفعًا حسنًا - بإذن الله عز وجل – فلو أن رجلاً ظمئاناً قد ناله العطش وقف أمام نهرٍ جارٍ فنظر إلى الماء الصافي فاشتهاه فبسط كفيه وظل واقفًا ينظر إلى الماء وهو باسط كفيه ولا يغرف منه، فقط ينظر إليه وهو باسط كفيه ليبلغ فمه، أكان ينال الماء؟ أيرتوي من ظمأه؟ إن الجواب واضح: إن هذا لا يمكن أن يتم، والسؤال: فما الحل إذن؟ فسيكون الجواب بكل وضوح أن يمد يده إلى الماء فيغرف ثم يشرب، فلابد له من حركة.
فهذا هو الحل إذن يا أخي، فأنت الآن جالسٌ لا تحرك ساكنًا، ترى نفسك في ضياع وتيه، قد تركت صلاتك وقد قطعت علاقتك بربك ثم بعد ذلك تركت دراستك فلا تهتم بها وإنك كنت تداوم في الدراسة الجامعية ولكنك لا تلتفت إلى الدراسة، ثم جلست أمام الأفلام الإباحية الساقطة التي تعرض الفواحش بأخس صورها، وكذلك انشغلت بما لا طائل من ورائه بمشاهدة هذه المسلسلات الهابطة وغيرها من الأفلام والأغاني، ثم بعد ذلك تنظر لنفسك فتقول: مللت من هذه الحال فكيف أنجو؟
فمجرد هذا السؤال يدل بحمدِ الله على أن فيك الخير وعلى أنك تشعر بالألم لوضعك القائم، فأنت تكره من نفسك أن تكون على هذه الحال، إنك تريد أن تكون طاهرًا نظيفًا، تريد أن تكون ذلك الشاب المؤمن الذي يحترمه الناس ويقدرونه، الذي يسعد به أهله وتقر أعينهم به، تريد أن تكون ذلك الرجل الذي يتقدم إلى الفتاة المؤمنة فتفرح به ويفتخر بها أهله فيقولون هذا صهرنا، فكل هذا تتمناه ولكن يبقى شيء آخر بعد ذلك وهو: أين التحرك لأجل ذلك؟ كيف تنال هذه الصفة وهذا الفضل دون أن يكون منك حركة إلى الأمام؟! ولذلك قدمنا بهذا المثال الذي قد رأيته.
فالمطلوب إذن أن تغرف الماء لتوصله إلى فمك، فقم فاغرف من طاعة الله، قم إلى هذه الصلاة التي هي علاقتك بربك وقُربك منه.. إنك عندما تضيعها تضيع دينك، فلا خير في دين لا صلاة فيه، إن كل عمل تقوم به لا قيمة له طالما أن هذه الصلاة ضائعة، فقد قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله) أخرجه الطبراني في المعجم. وهذا لا يُعنى به أن تترك الخير وأن تُمعن في الفساد، كلا ولكن يُقصد به أن تعرف منزلة الصلاة.
لابد أن تعلم أنك عندما تضيعها تهدم دين الله جل وعلا، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) أخرجه الترمذي في سننه.
إن أمامك النجاة والنور والبرهان يوم القيامة – بهذه الصلاة – فإن ضيعتها لم يكن لك نجاة ولا نور ولا برهان، كما قال - صلى الله عليه وسلم – وقد ذكر الصلاة: (من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف) أخرجه الإمام أحمد في المسند. فهل تحب هذا لنفسك؟ هل تحب أن تكون ممن قال فيهم - صلى الله عليه وسلم -: (ومن ترك صلاة العصر فقد حبط عمله)؟ أخرجه البخاري في صحيحه. هل تريد أن تكون ممن قال تعالى فيهم: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً}؟ هل تريد أن تلقى عذاب الله؟! .. ثم هل تريد أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}؟ هل تريد ممن قال فيهم - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)؟! هل تريد أن تكون ممن فرط في أعظم ركن بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟! إذن فلتقدم على هذه الصلاة التي لو تأملت فيها لوجدت أنها في الحقيقة نعمة عظيمة أنعم الله تعالى بها على عباده، فأنت عندما تكبر في صلاتك وتقرأ كتاب الله فإنما تناجي ربك جل وعلا.
وأيضًا فهذه الصلاة هي التي تجعلك مقبولاً عند رب العالمين، هي التي تجعل النور في وجهك لأنك تكون من عباد الله الصالحين حينئذ كما قال - صلى الله عليه وسلم - : (والصلاة نور)، هي التي تجعلك برفقة الأخوة الأخيار.
فالحذر الحذر، فالموت أمامك يا أخي وهو لا يفرق بين شاب ولا شيخ ولا طفل ولا أنثى ولا ذكر، فكم من إنسان دفن وهو في مثل سنك وأصغر، فما أنت صانع يوم الوقوف أمام رب العالمين ويوم العرض عليه جل وعلا؟ {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ}. تذكر هذا اليوم {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}. إذن فلابد من تدارك نفسك، لابد من أن تهُبَّ لإنقاذها.
إن عليك أن تدرك أنك لن ينصلح حالك إلا بأن تصلح دينك، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وقال جل وعلا: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
فمبدأ الأمر أن تصلح ما بينك وبين الله، وما أسهله عليك لو أنك التزمت بذلك النصح.. قم يا أخي إلى صلاتك توضأ ثم صل ركعتين تائبًا من ربك نادمًا مستغيثًا: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، قم إلى أهلك وبشرهم بأنك عزمت على ألا تقطع هذه الصلاة، واسألهم الصفح والمغفرة على تقصيرك في حقهم، ثم اسألهم أن يدعوا لك بالثبات على طاعة الله.. قم لصلاة المغرب لأدائها في المسجد مع الجماعة لتسمع تلاوة الإمام، لتكون بين المصلين، لتكون ذلك الشاب المؤمن، فحافظ على صلاتك، وحافظ على صلاة الفجر، وابدأ سيرة سليمة.. ها أنت الآن تذهب إلى والديك تقبل يديهما وتجلس إليهما، تحدثهما وتؤانسهما وتبين لهما أنك بحمدِ الله قد رجعت إلى ربك رجعة صادقة.. اذهب إلى الجامعة بين إخوانك وأصدقائك واختر الصحبة الصالحة الفاضلة التي تعينك على طاعة الله جل وعلا.. وتذكر يا أخي كيف أنك بصحبة السوء قد وصلت إلى هذه الحال، وهذا هو الذي نبه عليه - صلى الله عليه وسلم – عندما قال: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة) متفق عليه. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود في السنن. فلتكن إذن متعظًا مما حصل لك فقد قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) متفق عليه. فاحرص على الصحبة الصالحة المؤمنة ولتكن هي رفقتك وقد أحسن من قال: "وكل قرينٍ بالمقارن يقتدي".
فبهذا تنال الخير والفضل وتصل بإذنِ الله إلى كل ما تريده، حتى دراستك ستجد أنك - بإذن الله عز وجل – قد وصلت فيها إلى أفضل الأمور وأحسنها؛ لأنك ستجد نفسك حينئذ، فهذا هو الذي ينبغي أن تحرص عليه، وتجد حينئذ أنك ناجح ولست بالمخفق لأنك قد أصلحت ما بينك وبين ربك، فاعرف هذا فإنه نافعك واحرص عليه، وهذه خطوة أولى ووراءها خطوات بإذنِ الله ولكن بعد أن تكتب إلى الشبكة الإسلامية بعد أسبوع بذكر الثمرات التي توصلت إليها لنمدك بمزيد من التوجيه والإرشاد، مع التكرم بالإشارة إلى رقم هذه الاستشارة.
ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يزيدك من فضله، وأن يفتح عليك من بركاته ورحماته.
وبالله التوفيق. | |
|