محمود البيه صاحب منتدى جنه الاسلام
كيف عرفت منتدانا؟ : صاحب المنتدى
3383
تاريخ الميلاد : 01/10/1990 العمر : 34 www.albeh.yoo7.com صاحب منتدى جنه الاسلام حيث الابداع عنوان المزاج : دينى السٌّمعَة : 32 نقاط : 35698 24/02/2009
| موضوع: التغلب على الشيطان...والثبات على الطاعة 2010-11-18, 14:35 | |
| سؤال السلام عليكم
أنا - والحمد لله - أقلعت عن العادة السرية، ومشاهدة الخلاعة، ولكن في بعض الأحيان أفعل ذلك، فأشعر بالإحباط وبعدم القدرة على مواصلة التوبة، وبأن الله لن يرضى عني - والعياذ بالله - وبأن الشيطان هزمني فكيف أتخلص من تلك الأحاسيس؟ وماذا أفعل إن وقعت في العادة السرية ثانيةً؟ وهل للعادة السرية تأثير على الركبة؟ وكيف تؤثر؟ وهل فعل العادة السرية تجعل ركبة الإنسان خالية من السائل الذي فيها؟ هل هذا صحيح أم لا؟
وهل ستعود الركبة إلى حالتها الطبيعية بعد الإقلاع عن العادة السرية؟ وما هي المدة المحددة لذلك؟ وهل هناك أشياء مساعدة تعيد الركبة لحالتها الطبيعية؟
أرجو منكم التكرم والجواب على استشارتي في أسرع وقت ممكن.
هذا وبالله التوفيق ، وشكراً.. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ a.s.b حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذا السؤال يدل بحمد الله على أمر لطيف قد من الله عليك به، إنه الحرص على طاعته، وإنه أيضاً كراهية معصيته، فأنت تكره أن تقع في أي خطأ يبعدك عن ربك جل وعلا، حتى ولو كان بعيداً عن أنظار الناس؛ لأنك تخشى الله عز وجل بينك وبينه، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} فأنت تخشى ربك بالغيب، أي تخشاه ولو كنت بعيداً عن الناس، فالذي يحملك على هذا هو مراقبة الله عز وجل، فالحمد الله الذي وفقك لهذا الخلق العظيم، وهو أيضاً من أعظم ما يعينك على أن تتوقى الوقوع في هذا الخطأ الذي يجلب لك هذا الشعور بالإحباط والشعور بالحزن والألم، عدا تخوفك من أن تصاب ببعض الأمور كما ورد في كلامك الكريم، وكما ستأتي الإجابة عليه بإذن الله عز وجل.
فلا بد إذن من أن تُعالج كل خطأ يقع منك بهذا العلاج العظيم وهو مراقبة الله، وقبل ذلك التوبة مما تقع فيه، فلو أنك وقعت في هذه العادة مرة أخرى فماذا ستصنع؟ ستقوم تائباً إلى ربك، سائلاً إياه جل وعلا أن يعينك على نفسك، وأن يعينك على كيد الشيطان، وأن يجيرك من شره، وادع بهذا الدعاء الخاشع: (رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى إليَّ، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكَّاراً لك رهَّاباً لك مطواعاً إليك مخبتاً أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني، واسلُلْ سخيمة قلبي).
وبهذا يحصل لك اللجوء إلى ربك ويحصل لك التوبة إليه، وكلما وقعت في ذنب سواء كان هذا الخطأ أو غيره فعالجه بالتوبة - يا أخي - ولا تيأس من رحمة الله عز وجل، ولا ينبغي أن يقع من نفسك أنك منافق مثلاً أو أنك تطيع الله ظاهراً وتعصيه سراً، وأنك إنما تخادع الله، وتظهر للناس الخير وأنت في الباطن سيء، ونحو ذلك من الأمور التي تنقدح في النفس، فلا تلتفت إلى ذلك، ولكن اجعل عزيمتك دوماً أني سأتوقى الذنوب، وإن قدر وأن حصل أني وقعت في ذنب فإني سأعالجه بالتوبة، وألجأ إلى ربي جلا وعلا ولن أستسلم، وسوف أستغفر الله، وسوف أكثر من الأعمال الصالحة التي تزيل السيئة كما قال جل وعلا: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} فما أحسن أن تقوم إلى ركعتين هما ركعتا التوبة، فتصلي لربك بعد كل خطأ تقع فيه، وتسأله جل وعلا المغفرة، فهذا أمر عظيم ينبغي أن تحرص عليه، وهو يعوِّدك على أن تزيل السيئة بالحسنة، كما قال صلوات الله وسلامه عليه: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) أي أن الحسنات يمحين السيئات كما نص على ذلك سبحانه في كتابه العزيز وكما أكده صلوات الله وسلامه عليه في هذا الحديث، وقد خرجه الترمذي في سننه.
وأما إشارتك إلى أن الشيطان قد هزمك، فأنت بحمد الله مؤمنٌ قوي بربك ولئن قدر أنك قد وقعت في كيد الشيطان في بعض الأحوال فليكن أمرك كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} فوصفهم الله بأنهم أتقياء ومع هذا فقد ينالهم شيء من كيد الشيطان، فماذا يصنعون إذا وقعوا في الذنب؟ تذكروا ما عند الله، وتذكروا خطأهم، وتذكروا أن هذا من كيد الشيطان فأبصروا طريقهم، فرجعوا إلى ربهم وأنابوا إليه، وهذا هو الذي ينبغي أن تكون عليه، مع تذكر رحمة الله الواسعة، ومع تذكر أيضاً أن الله سبحانه قد أمرك باتقاء الذنوب، والحرص على البعد عنها، ومن هذا المعنى أن تحرص على اجتناب الأسباب التي تثير لديك الشهوة وتحركها في نفسك، خاصةً بالنظر إلى المناظر المحرمة أو بالتفكير الذي يحرك هذه المعاني في النفس كما قد بينا في غير هذا الجواب فيمكنك مراجعته.
فالمطلوب إذاً هو بذل الوسع في التوبة إلى الله، فعالج كل خطأ يقع منك بالتوبة إلى ربك، وابذل وسعك في التخلص من الذنب والتخلص كذلك من الأسباب الداعية إليه، فهذا هو جواب سؤالك الأول.
وأما عن سؤالك الثاني عن تأثير العادة السرية على الركبة، فلا تأثير عضوياً على ذلك بحسب المنصوص عند أهل الاختصاص، لكن لها تأثيرات شرعية وتأثيرات نفسية، فالشرعية هي ما يتعلق بالحكم الشرعي، والنفسية هي ما يتعلق بالإحباط والإثم واحتقار النفس، وغير ذلك من الأمور التي قد تعرض للإنسان، ومن الأمور العضوية المحتملة عند الاستمرار على العادة السرية أن يوجد سرعة القذف بعد الزواج، وكذلك ربما عدم الاستمتاع بالجماع الطبيعي الاستماع العادي؛ نظراً لأن الإنسان تعود على هذه العادة فيصبح التذاذه بعملية الجماع الطبيعي ليست بالصورة السليمة؛ ولذلك وجد من الرجال والنساء في حالات كثيرة من يظل يعاني من هذه الآثار حتى بعد زواجه ولا يجد اللذة المناسبة الكافية في أمر الجماع...فلا تأثير للعادة السرية على الركبتين.
وأما سؤالك: هل تؤثر العادة السرية على السائل – وأنت تقصد به النخاع الموجود في المفاصل في الركبة -؟ فهذا مما ينتشر في الناس ظناً منهم أن المني إنما يكون من الركبة، وليس هذا الأمر بصواب، بل معمل إنتاج المني إنما هو في الخصيتين كما هو منصوص عند أهل الاختصاص.
فلا تقلق من هذا الأمر، وإنما احذر من ممارسة هذه العادة، وتوقها، وابذل جهدك في ذلك، وستجد المعونة بإذن الله، وعليك بالحفاظ على صلاتك في بيوت الله عز وجل، وشغل نفسك بالحق؛ فإن هذا خير ما تقوم به.
وأسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك.
والله الموفق. | |
|