السؤال : كثيراً ما أجد على الأرض أوراق عن إعلان أو غيره، وكثيراً ما يكون هذا الإعلان به اسم من أسماء الله الحسنى، ويكون ورق كثير جداً مما يحيرني، علماً بأنني لو جمعته لأخذ وقتاً كبيراً. فماذا أفعل؟
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز إلقاء الأوراق التي بها ذكر الله تعالى في الأرض ، لما في ذلك من امتهان اسم الله تعالى ، وعدم تعظيمه .
والواجب على المسلم الغيور على دينه المعظم لشعائر ربه تجاه هذا الأمر عدة أمور :
أولا : أن لا يمتهن ورقا فيه ذكر الله ، بأن يلقيه في الأرض أو يجلس عليه ، أو يتخذه سفرة للطعام ، ونحو ذلك .
ثانيا : أن ينصح إخوانه المسلمين بعدم إلقاء أية أوراق تحتوي على ذكر الله .
ثالثا : أن يرفع عن الأرض ما يلقاه من ورق فيه ذكر الله ، أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يأخذه فيحرقه أو يدفنه في أرض طيبة بعيدا عن طرق الناس ومسالكهم .
ولا يتحتم عليه النظر في كل ورقة ملقاة على الأرض لينظر فيها ، كما لا يتحتم عليه رفع كل ورقة في الأرض بها ذكر الله ، لأن ذلك سيشق عليه كثيراً ، وإنما الواجب عليه من ذلك ما قدر عليه واستطاع فعله دون الوقوع في الحرج والمشقة .
وهذه بعض فتاوى أهل العلم بهذا الخصوص :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" إذا علم أن في هذه الجرائد آيات من القرآن ، أو أسماء من أسماء الله عز وجل ، أو أحاديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز استخدامها في الأكل أو للجلوس عليها أو ما أشبه ذلك ؛ لما في هذا من ابتذال كلام الله وأسمائه وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وامتهانها " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" - لابن عثيمين (13/59) .
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما واجب المسلم تجاه القطع والقصاصات الورقية التي بها آيات قرآنية ، ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الملقاة في الشوارع والطرقات ؟
فأجابت :
" ما رئي فيه آية من كتاب الله من الصحف والأوراق ، وكذلك ما فيه شيء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيء من ذكر الله عز وجل أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو لأسماء الله وصفاته - فإنه يأخذه ويرفعه ، أو يحرقه ، أو يدفنه في أرض طيبة ليست طريقا للناس ، ولا يلقيه في الأرض ؛ لأن ذلك يعد امتهانا لكتاب الله عز وجل " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3 /42) .
وسئلت اللجنة أيضا :
كثيرا ما أشاهد قصاصات من الجرائد والمجلات في الشوارع والطرقات ، وبتصفحها أجد فيها لفظ الجلالة أو آيات قرآنية ، فهل يجب علي عندما أرى تلك الجرائد والمجلات أن أقف وأنا أسير بسيارتي وأجمع تلك القصاصات ؟
فأجابت : " إذا رأيت شيئا من الأوراق المرمية في الشوارع أو غيرها فيه ذكر الله ، أو فيه شيء من القرآن - وجب عليك أخذه ورفعه من موضع الإهانة إلى مكان نزيه مصون أو إحراقه " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3 /40) .
وسئلت اللجنة أيضا :
هل أسير في الشارع راكعا لجمع تلك الآيات والسور التي كثر رميها على الأرض في حين أن الناس تسخر مني ؟ فماذا أفعل لإزالة هذا المنكر المنتشر ؟
فأجابت : " أولا : لا يجوز أن يضع المسلم متاعه أو حاجته في أوراق كتب فيها سور وآيات من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية ، ولا أن يلقي ما كتب فيه ذلك في الشوارع والحارات والأماكن القذرة ؛ لما في ذلك من الامتهان وانتهاك حرمة القرآن والأحاديث النبوية وذكر الله .
ثانيا : يكفيك للخروج من الإثم والحرج أن تنصح الناس بعدم استعمال ما ذكر فيما فيه امتهان ، وأن تحذرهم من إلقاء ذلك في سلات القمامة وفي الشوارع والحارات ونحوها ، ولست مكلفا بما فيه حرج عليك من جعل نفسك وقفا على جمع ما تناثر من ذلك في الشوارع ونحوها ، وإنما ترفع من ذلك ما تيسر منه دون مشقة وحرج " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (4 /74-75) .
فالواجب عليك من ذلك ما قدرت عليه وتيسر لك دون ما شق عليك ولم تقدر عليه .
والله أعلم .