تاريخ الميلاد : 27/11/1965العمر : 58السٌّمعَة : 5 نقاط : 17624 02/05/2015
موضوع: شروط صحة الطواف 2015-09-05, 11:00
الطواف معناه: الطواف لغة معناه الدوران أو اللف حول شيء ثابت، ولكنه إذا أطلق مفرداً فيقصد به الطواف بالكعبة، التي هي البناء المربع الذي بناه سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهى تقع في وسط البيت الحرام.[color]
كيفيته: يبدأ الحاج في الطواف ابتدءا من الحجر الأسود أو ما يوازيه، فيتجه إلى الحجر الأسود ويقبله أو يستلمه يضع يد عليه إن استطاع، فإن لم يستطع أشار إليه بكفه وقال:
دعاء بدء الطواف بسم الله، الله أكبر، نويت طواف البيت العظيم سبعة أشواط لوجه الله الكريم طواف العمرة، أو طواف القدوم، أو الإفاضة أو الوداع، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بنبيِّك، ووفاءً بعهدك .
ثم يسير ويشتغل بذكر الله أو الدعاء.ونستحسن كما قرر جمهور العلماء أن يدعو الحاج بما يخطر على قلبه في الدنيا أو الآخرة ، لأن ذلك أرجـى للإجابة، ولا يشغل الحاج نفسه بالدعاء من كتاب أو صحيفة أو غيرها.
ويراعى أن يكون الطواف من خارج حِجْر إسماعيل، لأنه من البيت، فمن طاف من داخله فَسَدَ طوافه، وأيضاً يراعى أن يكون مشيه بعيداً عن الشّذْرَوَان وهو الجزء الذي فضل من عرض جدار الكعبة، وأيضاً يستلم الركن اليماني إن استطاع،
ويدعو في ما بين الركن اليماني والحجر الأسود بهذا الدعاء الوارد : رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
حتى ينتهي إلى الحجر الأسود فيكون قد قضى شوطاً واحداً، فيكرر التكبير أمام الحجر الأسود مُقَبِّلاً أو مستلماً أو مشيراً، ويمضى حتى ينهى السبعة أشواط.
ركعتا الطواف ثم يذهب خلف مقام سيدنا إبراهيم ويصلي ركعتين سُنّة الطواف إن استطاع، وإلا فليصلي في أي موضع من المسجد، وينوى الصلاة قائلاً: " نويت صلاة ركعتي سنة الطواف لله تعالى: الله أكبر ويندب أن يقرأ فى الركعة الأولى: قل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية: قل هو الله أحد، إن كان حافظاً لهما وإلا فليقرأ بما شاء، وليس هناك وقت للمنع أو للكراهة بالنسبة لركعتي الطواف للحديث الذي ذكرناه آنفاً،
وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافِ، لا تَمْنَعُنَّ أَحَداً طافَ بِه?ذا البَيْتِ، وَصَلَّى أَيَّ ساعَةٍ شاءَ مِنْ لَيْلٍ وَنَهَارٍ(1)
شروط صحة الطواف ولكى يكون الطواف صحيحاً يجب على الحاج أن يراعى الشروط الآتية: 1. الطهارة الظاهرة والباطنة فى الثوب والجسد طوال مدة الطواف: أى أنه يبدأ الطواف متوضأ، وإذا انتقض وضوءه أثناءه؛ فعليه أن يقطع طوافه ويذهب ويتوضأ ثم يعود فيكمل طوافه ويبنى على ما سبق، فإن كان طاف ثلاثاً مثلاً يكمل الأربعة، والأفضل أن يبدأ من عند الحجر الأسود.
2. أن يستر عورته: وهى كما حددتها الشريعة من السُّرّة إلى الركبتين بالنسبة للرجل، وجميع أعضاء البدن ما عدا الوجه والكفين بالنسبة للمرأة. وهذا ما أجمعت عليه المذاهب الفقهية إلا مذهب الإمام مالك، فإنه جعل عورة الرجل السوءتين فقط.
3. أن يراعى أن تكون بداية كل شوط ابتداء من الحجر الأسود: والشوط الذي لا يبدأ من الحجر أو لا ينتهى إليه لا يُحْسَب. 4. أن يستكمل الأشواط إلى سبعة: فإن قلَّ عن ذلك فسد طوافه. 5. أن يكون البيت عن يساره: ويطوف على يمينه، ولا يجوز خلاف ذلك.
ما يباح للطائف ويباح للطائف أثناء طوافه أمورٌ لا تبطل الطواف، ويكون صحيحاً مع فعلها، منها: 1. إذا أدركته الفريضة: ولم يكمل أشواطه، فعليه أن يصلي الفريضة في مكانه ثم يكمل أشواطه عقب الصلاة، وكذا يباح له أن يقطع الطواف للصلاة على جنازة، أو للخروج للوضوء أو بسبب رعاف حصل له، ويكمل بعد زوال هذه الأسباب. 2. إذا كان ضعيفاً أو مُسناً أو مريضاً ولا يستطيع أن يؤدى الطواف كله متتالياً: يباح له أن يقعد خارج المطاف ليستريح ثم يكمل طوافه، حتى ولو تكرر ذلك. 3. يباح للطائف الكلام فى الطواف 4. لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الطَّوافَ بِالْبَيْتِ مِثْلُ الصَّلاةِ إِلا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمونَ، فَمَنْ تَكَلَّمَ فَلا يَتَكَلَّمْ إِلا بِخَيْرٍ " (2)وتجدر الإشارة إلى أنه صلى الله عليه وسلم مع أنه أباح الكلام فى الطواف؛ إلا أنه بيَّن الأدب الواجب عندها، وهو ألا يتكلم أثناءه إلا فى أمور شرعية مثل السلام أو رده، السؤال عن الحال والأهل إذا قابل من يعرف، الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، تعليم الجاهل أو إجابة سؤال و مثلها. 5. إذا احتاج الطائف إلى الماء فلا مانع أن يخرج ليشرب ثم يرجع إلى مطافه:"فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم شَرِبَ وهو يطوفُ"(3) 6. يباح للطائف أن يطوف راكباً إن تيسر ذلك فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم: "طَافَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى? بَعِيرٍ. يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ"(4) 7. إذا كان الإنسان يطوف تطوعاً، فليس عليه شيء إن بدا له أمر جعله قطع طوافه ولم يكمله، وليس عليه لزاماً أن يعيده مرة ثانية.
سنن الطواف وهى الأمور التي لو تركها الطائف فطوافه صحيح وليس عليه شيء مثل:
1. تقبيل الحجر أو استلامه أو الإشارة إليه: وقد ورد(5) أنه صلى الله عليه وسلم قبَّله، وورد أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم استلمه، أى مسحه بيده ثم وضع يده على فمه وقبَّلها، وورد أيضاً: " أنَّ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم طاف بالبيتِ وهوَ على بعيرٍ كلَّما أتى على الرُّكنِ أشارَ إليه بشيءٍ في يدِهِ وكبَّرَ "(6)
ومن هنا جاز للحاج أن يفعل أى واحدة من الثلاث "التقبيل أو الاستلام أو الإشارة "، وأى واحدة فعلها أجزأته " أى: كفته ".
ولا يجب المزاحمة على الركن أو على الحجر للأقوياء لقوله صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمر:"يَا عُمَرُ إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ، لاَ تُؤْذِ الضُّعَفَاءَ إِذَا أَرَدْتَ اسْتِلاَمَ الْحَجَرِ، فَإِنْ خَلاَ لَكَ فَاسْتَلِمْهُ وَإِلاَّ فَاسْتَقْبِلْهُ وَكَبرْ "(7) هذا بالنسبة للرجال. أما بالنسبة للنساء فيكره لهنَّ المزاحمة على الحجر كراهة شديدة. 2. مسح الركن اليمانى: فقد ورد "أنه صلى الله عليه وسلم مسحه بيده " ولم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم استلم شيئاً من أركان البيت غير الأسود واليمانى. 3. الرّمَل: وهو نوع من المشي السريع لإظهار القوة، وقد فعله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى الثلاثة أشواط الأولى من الطواف، وأكمل الأربعة الآخرة بالمشي المعتاد، فإذا كان المطاف خالياً، فعلى الحاج ألا يترك هذه السنة، أما فى الزحام حيث لا يستطيع ذلك فليس عليه شيء. 4. الإضطباع: وهو أن يعرى الحاج كتفه الأيمن عند بدء الطواف بأن يضع أوسط البشكير تحت إبطه، ويضع طرفيه على كتفه الأيسر بحيث يتدلى أحد طرفيه على صدره، والآخر على ظهره فإذا انتهى الطواف رده إلى هيئته المعتادة.[/color]
(1)عن جُبير بنِ مطعم صحيح ابن حبان.[color] (2)عن ابن عباس رضي الله عنهما المستدرك للحاكم وسنن البيهقى الكبرى (3) الشَّافِعِيُّ فـي سننه والإملاءِ، رُوِيَ عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما ورواه أبو حاتم. (4)عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ صحيح البخارى ومسلم، والمحجن هو عصا معوجة الطرف كان ? يشير بها إلى الحجر. (5)وقد وردت الأحاديث فى ذلك صفحة 53-54 (6) عن ابنِ عبَّاسٍ رضي اللّهُ عنهما صحيح البخارى. (7)أحمد فى مسنده وللشيخين والدَّيلمي عن عمر رضي الله عنه.[/color]