محمود البيه صاحب منتدى جنه الاسلام
كيف عرفت منتدانا؟ : صاحب المنتدى
3383
تاريخ الميلاد : 01/10/1990 العمر : 34 www.albeh.yoo7.com صاحب منتدى جنه الاسلام حيث الابداع عنوان المزاج : دينى السٌّمعَة : 32 نقاط : 35698 24/02/2009
| موضوع: ماذا أفعل للتخلص من العادة السرية؟ 2010-11-15, 17:10 | |
| السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بداية أود شكركم على تقبلكم لنا في هذا المنبر الديني والعلمي. أريد أن أطرح بعض الأسئلة على سيادتكم جزاكم الله كل خير:
كنت أقوم بالعادة السرية للأسف ولم أكن أعرف بحرمتها، ويوم عرفة حرمتها ووعدت ربي أني لن أعود لممارستها، لكن ضعفت بعد ذلك وقمت بها، لا تدري مقدار كرهي لنفسي، وخجلي من ربي لأني أخلفت بوعدي له، وبعدها وعدته مرة أخرى أن لن أفعلها، لكن للأسف مارستها مرة أخرى، أعرف أنه لا مبرر لما فعلت، والله إني نادمة على فعلتي وخجلة من ربي، حتى صرت أخجل أن أرفع يدي للدعاء، وبداخلي صوت أسمعه كلما رفعت يدي للدعاء يقول: كيف تريدينه أن يقبل منك دعاءك وأنت أخلفت وعدك له؟ والله إني نادمة.
أرجوكم ماذا أفعل للتخلص من هذا الفعل المشين، فأنا أصلي صلواتي في وقتها وأسبح دائما وأقوم الليل ما استطعت، ماذا أفعل حتى لا أضيع عبادتي؟ لا أريد أن يغضب مني ربي، أريد رضاه فهو رجائي.
ساعدوني جزاكم الله كل خير. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ imane حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فهل تدرين بماذا تنطق به كلماتك الكريمة؟! إنها لتنطق بكل وضوح أن صاحبتها بحمدِ الله فتاة مؤمنة، فتاة عفيفة في نفسها، فتاة تستحي من الله جل وعلا أن يراها في موضع نهاها عنه، إنك أنت تلك الفتاة التي تعظم حرمات ربها والتي تراقب أمره ونهيه.. نعم فأنت بحمدِ الله لست بصاحبة فساد ولا ريبة ولست بالفتاة التي تتهاون في طاعة الله عز وجل، وكنت تمارسين هذه العادة فيما مضى دون أن تعلمي حكمها، فلما استبان لك جاهدت نفسك على تركها، وكنت تعدين الله جل وعلا أن تتركيها وأن تتخلصي منها لتحملي نفسك على البعد عنها ولتكوني قد ألزمت نفسك إلزامًا بتركها ومجانبتها، ولكن تأتيك النفس الأمارة بالسوء فتوقعك بها مرة أخرى ويأتيك كيد الشيطان فيوقعك بها ويزيد وطأة الأمر على نفسك فتشعرين من داخلة نفسك كأنك كالمنافقة التي لا تصدق مع الله، ولست أنت كذلك يا أختي، كلا.. فإياك أن تظني بنفسك أنك منافقة أو أنك مطرودة من رحمة الله أو أنك خائنة العهد الذي بينك وبين الله، إنك بحمدِ الله فتاة مؤمنة، فتاة صادقة في حبك لطاعة الله، إن كلماتك لتنطق بالألم الشديد والحسرة والندامة على أن تقعي في أمر لا يحبه الله تعالى ولا يرضاه، فأنت لست بالتي تلهث وراء الفواحش ولا بالتي ترضى أن تكون صاحبة علاقات محرمة، ولكن تغلبك النفس أحيانًا فتقعين في هذه العادة.
وأبشري يا أختي فإن الفرج قريب وإنك بهذه العزيمة التي لديك ستنتصرين على ميل النفس وعلى كيد الشيطان، ولكن قبل ذلك لابد أن تنتبهي لهذا الوهم الذي وقع لك وهو أن دعاءك لن ينفع لأنك تعصين الله جل وعلا فتشعرين وكأن أحدًا يقول لك: كيف يتقبل الله دعاءك وأنت قد أخلفت وعدك له؟! فهذا الأمر لابد أن تنتبهي له، وأن تعالجيه بحسن ظنك بربك، فمن لك إلا الله، الذي قلت في آخر كلمة ختمت بها رسالتك (أريد رضاه فهو رجائي)، فمن لك إلا أرحم الرحمين، ولو ترك المقصر والمذنب دعاءه ورجاءه؛ لترك أكثر الخلق دعاء الله جل وعلا، ولكن كوني أنت الفتاة التي إن وقع منها الخطأ بادرت إلى إصلاحه بالتوبة وبادرت إلى الرجوع إلى الله جل وعلا مع العزيمة الماضية على ألا تعودي إلى هذا الخطأ، فأنت الآن قد عزمت بحمدِ الله عزمتك الأكيدة على عدم العودة إلى مثل هذه العادة، ثم بعد ذلك قد تغلبك نفسك فكيف تداوينها؟ بالرجوع إلى الله مرة أخرى، بالاستغفار مرة أخرى للذي يقبل التوبة عن عباده؛ قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.
وأيضًا يا أختي فإن حال المؤمن إنما يكون دومًا مع الله جل وعلا، فهو لا ينفك عن رجاء الله حتى ولو وقعت منه الذنوب العظام، فكيف وذنبك بحمدِ الله لم يصل إلى درجة الفواحش ولا إلى درجة العلاقات المحرمة؟ نعم ينبغي أن تتخلصي من هذه العادة وأن تحرصي جهدك على ذلك – كما ستأتي الإشارة بإذنِ الله تعالى – ولكن لا تيأسي من بذل الجهد في ذلك، ولا تظني أنك مطرودة من رحمة الله أو أنك خائنة العهد.
وأيضًا فنود أن تتركي هذا الأسلوب وهو أنك تعدي ربك بأن تتركي هذا الأمر، ولكن قولي في نفسك: أعدك يا نفسي أن آخذك إلى طاعة الرحمن، أن أبعد بك عن معصية الله عز وجل وعن كل سوء يدخل عليك، ولذلك لابد أن تقوي أملك بالله عز وجل في أن يعينك من جهة وفي مغفرته وسعة رحمته من جهة أخرى، فأول ما تبدئين به إذن هو: تصحيح النظر في هذا الباب وعدم الإحباط من وقوعك في هذا الأمر مرة بعد مرة وإن كنت تتوبين وتستغفرين الله جل وعلا منه، فاحرصي على هذا الفهم السليم الذي هو فهم عباد الله المؤمنين الذين عرفوا أن لهم ربًّا يغفر الذنب، ولذلك ثبت عن النبي – صلوات الله وسلامه عليه – أن عبدًا أذنب فقال: (أذنب عبد ذنبا فقال: اللّهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، غفرت لعبدي. ثم عاد فأذنب وقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. غفرت لعبدي، ثم عاد فأذنب فقال: أي ربي اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، غفرت لعبدي فليعمل عبدي ما شاء) أخرجه مسلم في صحيحه.
وليس المعنى أن يفعل العبد من الذنوب ما شاء ولكن المراد أنه طالما أنه يتوب إلى الله فإن الله هو الغفار الذي يقول تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}. فأبشري فإنك تتعاملين مع رب رحيم كريم يقبل التوبة قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. وقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}. وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح) أخرجه مسلم في صحيحه.
ولا تظني بنفسك أبدًا أنك مردودة عن إجابة الدعاء أو مطرودة من رحمة الله، كلا.. بل عليك أن تفزعي إلى الله فزعتك، فإذا وقعت في أي خطأ فليكن ذلك أجدر وأدعى أن تفزعي إلى الله لأنه ليس لك إلا قربك من ربك وإلا رحمته التي وسعت كل شيء؛ قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}.
وأما عن كيفية علاج هذا الأمر فإنا نود أن تقومي أولاً:
1- بصلاة الحاجة، فتسألين الله جل وعلا أن يعينك على ترك هذه العادة وتضطرين إليه اضطرار الملهوفة التي تعلم ألا نجاة لها إلا بربها، وهي صلاة ركعتين نافلتين وبعد السلام تحمدين الله وتصلين على نبيه - صلوات الله وسلامه عليه – ثم تدعين بالدعاء المشروع الذي ترغبينه في حاجتك كأن تقولي: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الممات راحة لي من كل شر). ( اللهم اقسم لي من خشيتك ما يحول بيني وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك ومن اليقين ما تهون به علي مصيبات الدنيا ومتعني بأسماعي وأبصاري وقوتي ما أحييتني واجعله الوارث مني واجعل ثأري على من ظلمي وانصرني على من عاداني ولا تجعل مصيبتي في ديني ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي ولا تسلط علي من لا يرحمني )، ( اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا ومن فوقي نورا ومن تحتي نورا ومن أمامي نورا ومن خلفي نورا واجعل لي في نفسي نورا وأعظم لي نورا ). ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )، ( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)، (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، (حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)، (لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ، وربُّ الأَرْض، ورَبُّ العرشِ الكريمِ)، (رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى إليَّ، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكَّارةً لك رهَّابةً لك مطواعةً إليك مخبتةً أواهةً منيبةً، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني، واسلُلْ سخيمة قلبي). واجعلي من دعائك دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيئ الأخلاق وسيئ الأعمال لا يقي سيئها إلا أنت). ومن الدعاء الذي يزيل أصل الهم والغم ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ).
فعليك إذن باللجوء إلى الله تعالى والتضرع إليه، فهذا هو الذين ينبغي أن تحرصي عليه في هذا المقام. والخطوة الثانية هو:
2- أن تتيقظي للأفكار التي تعرض على ذهنك، فإن أصل هذه العادة السيئة إنما تثور في النفس من الفكرة، فأنت بحمدِ الله غاضة بصرك بعيدة عن إرسال البصر فيما حرم الله، فلم يبق إذن إلا أن تقطعي الفكرة التي في ذهنك عن هذا الأمر وعدم تخيله وعدم استذكاره وعدم تصور الأمر المثير الذي يحرك في النفس، فبحسن تيقظك لأفكارك تتخلصين من هذه العادة بإذن الله. والخطوة الثالثة هي:
3- شغل نفسك بالأعمال الصالحة التي تدخل عليك الخير في دينك ودنياك، فإن النفس إن لم تشغليها بالحق اشتغلت بالباطل ولابد. والأمر الرابع هو:
4- الموازنة بين أخذ نصيبك من ترفيه نفسك وإجمامها وكذلك أخذها إلى الخيرات، فأنت تحفظين كتاب الله جل وعلا مثلاً، وتشاركين في الدعوة إليه، وتحرصين على قدر من قيام الليل ومن النوافل المستحبة، ولكن أيضًا تحرصين على إجمام نفسك وعلى تناول الطيبات المباحة من المطاعم والمشارب باقتصاد واعتدال، وعلى تزيين غرفتك بالورود وبما يبهج نفسك، وعلى النزهة البريئة، وعلى ممارسة رياضة المشي التي تفرج عن طاقاتك النفسية... فهذه الموازنة مطلوبة فاحرصي عليها. والخطوة الخامسة هي:
5- اتخاذ الصاحبات الصالحات اللاتي تتعاونين معهنَّ على طاعة الله والتي تكونين معهنَّ شغلٌ بالدعوة إلى الله جل وعلا. فعليك بالصحبة الصالحة التي تعينك على اكتساب الخبرات الاجتماعية واكتساب القدرات التي تعينك على الوصول إلى رضوان الله جل وعلا وللوصول كذلك إلى ما فيه سعادتك في أمور هذه الدنيا، فعليك بالصحبة الصالحة التي أثنى عليها - صلوات الله وسلامه عليه – وحذر من نقيضها كما قال - صلوات الله وسلامه عليه -: ( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة ) متفق عليه. وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) رواه أبو داود في سننه. والخطوة السادسة هي:
6- معرفة الأضرار التي تجلبها ممارسة هذه العادة، فإن لها أضرارًا محتملة؛ فمن ذلك أن المرأة إذا تعودت عليها فقد لا تجد اللذة في الجماع مع زوجها في المستقبل كما ينبغي، لاسيما مع كثرة المداومة عليها وطول الزمان في ذلك، ومن ذلك أنها قد تضر نفسها إذا كان هنالك إدخال للإصبع ونحو ذلك في المحل، فهذا أمر لابد من التفطن إليه إلا إذا كانت الممارسة خارجية فحينئذ فإن هذا الأمر يؤمَن بإذن الله عز وجل. والمقصود التعرف على الأضرار الصحية المحتملة يزيدك بعدًا عنها ونفورًا منها مع أن نيتك في الأصل هي لأجل الله عز وجل، ولكن لا مانع من النظر في هذا ليزيدك بُعدًا ونفورًا منها.
وعليك بالدعاء والاستغاثة بالله، والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه، ونود دوام مراسلتك إلى الشبكة الإسلامية التي ترحب بكل رسالة تصلها منك، ونحن نخصك بالدعاء فنسأله جل وعلا برحمته التي وسعت كل شيء أن يفرج كربك بالزوج الصالح الذي يعينك على طاعة الله وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يخلصك من كل همومك. وبالله التوفيق. | |
|