محمود البيه صاحب منتدى جنه الاسلام
كيف عرفت منتدانا؟ : صاحب المنتدى
3383
تاريخ الميلاد : 01/10/1990 العمر : 34 www.albeh.yoo7.com صاحب منتدى جنه الاسلام حيث الابداع عنوان المزاج : دينى السٌّمعَة : 32 نقاط : 35698 24/02/2009
| موضوع: أريد التوبة من العلاقة المحرمة والعادة السرية.. فهل سيقبل الله توبتي؟ 2012-07-07, 10:03 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 16 سنة، لقد ارتكبت ذنوبا كبيرة، أسأل الله العلي القدير أن يغفر لي.
إخوتي: أنا امارس العادة السرية مع علمي أنها حرام لقد تبت من فعلها ثانية، ولكن الشيطان أعوذ بالله منه كل مرة يوسوس لي حتى أفعلها، دائما أتوب ثم أفعلها، ثم أتوب حتى شعرت أن الله لن يقبل توبتي، ولن يغفر لي.
أحاول أن ألتزم دينيا، وأتمنى من الله أن يوفقني لهذا الشيء.
أخي الكريم: أنا والله أتمني أن أكون فتاة مؤمنة أفعل كل ما يرضي الله، وأجتنب كل ما نهانا الله عنه، حتى أني أؤدي صلواتي- والحمد لله على مهل من غير استعجال، وأحيانا أبحث عن مواضيع دينية على الانترنت، والأغلب كنت أبحث عن التوبة وكيف أتخلص من العادة السرية.
مشكلتي الوحيدة هذه وأتمنى من الله أن يخلصني منها في أقرب وقت؛ لأني كل ما أفعلها أشعر بالندم أني فعلتها، وأني عصيت الله أرجوكم ساعدوني.
بالله عليك أخي ساعدني وأوجد لي حلا، هل الله يقبل توبتي ويغفر لي بعد هذا كله؟
سؤال آخر:
كنت على علاقة بابن خالتي، ولكن –الحمد لله- ما عدت أكلمه وتبت، ولكن قبل هذا حلفت لأختي على القرآن الكريم بألا أفعلها مرة أخرى، والمقصد أني لن أكلم ابن خالتي مرة ثانية، ولكن فعلتها مرة أخرى، والآن لم أعد أكلمه أقسم بالله، وقد بحثت على الانترنت ما هي كفارة مخالفة العهد، ووجدت أنها إطعام مساكين، وإذا لم أجد، فصيام ثلاثة أيام، وقد نويت أن أصوم بعد أن أكمل امتحاناتي هذا الأسبوع بإذن الله، ولكن أريد أن أتأكد هل هذه فعلا كفارة مخالفة الحلف على القرآن الكريم؟ أرجوكم أفيدوني.
أحاول فعل ما يرضي الله وأريد أن أكفر عن ذنبي وكذلك أريد أن أعطي صدقة، فهل أعطي ما أستطيع عليه؟ أم أن هناك مبلغا معينا؟
هل سوف يقبل الله توبتي بعد هذا كله؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ راجية الفردوس حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يمنّ عليك بالتخلص من تلك السلبيات وهذه المخالفات، وأن يسترك في الدنيا والآخرة بستره الذي لا ينكشف، وأن يجعلك من المتميزات المتفوقات في دراستك، حتى تستطيعين خدمة الإسلام بصورة أفضل مما أنت عليه، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة راجية الفردوس – فنحن سعداء حقًّا بتواصلك معنا، فإنك رغم حداثة سنك وصغره إلا أنك تتمتعين بحس إسلامي قوي، وتخافين الله تبارك وتعالى، وتجتهدين في التخلص مما حرمه الله تبارك وتعالى والبعد عن الحرام، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على فطرة طيبة ونقية، وأنك على خير، وأن أسرتك أحسنت إليك إحسانًا طيبًا، وأن الله قد منّ عليك بمن يأخذ بيدك إلى الحق والعدل، حتى أصبحت تتأثرين بالمعاصي وتخافين الوقوع في النار وتخشين غضب الله الجبار، وهذا كله إن دل على شيء، فإنما يدل على أنك على خير وإلى خير بإذن الله تعالى.
فيما يتعلق بقضية العادة السرية: أولاً لا يمكن لأحد أن يخلصك منها إلا أنت، لأن هذه قضية شخصية كما تعلمين، وقطعًا لا يطلع عليها أحد، ولا يعلم بها أحد، وهناك احتمال كبير أن والدتك – أو حتى أقرب الناس إليك في البيت لا يعرفون أنك تفعلين هذه المعصية – وبما أنها معصية لهذه الدرجة فليس لها حقيقة من علاج إلا التوبة النصوح إلى الله تبارك وتعالى، والتوبة النصوح تكمن أولاً في الإقلاع عن هذا الذنب نهائيًا، والاجتهاد في مقاومته، وكلما جاءتك الفكرة والرغبة تلح عليك لكي تفعلي هذا حاولي أن تغيري وضعك الذي أنت فيه.
فإذن أتركي المكان الذي أنت فيه، وأخرجي مثلاً، وإذا كنت جالسة وحدك اخرجي – مثلاً – إلى الصالة، وتكلمي مع الوالدة، أو الأخوة، والأخوات أو غير ذلك، المهم أن تحاولي أن تطاردي هذه الفكرة.
كذلك أيضًا إذا كان جهاز الكمبيوتر، وهذا الإنترنت داخل غرفتك، وقد تشاهدين أشياء تثيرك فأخرجيه خارج الغرفة، واجعليه في الصالة أو في مكان عام حتى لا تضعفين أمام الشيطان.
أيضًا أتمنى – يا بنيتي – أن تبحثي لك عن صحبة صالحة تعينك على طاعة الله تعالى، لأن عدم وجود الصحبة المعينة - أو البيئة المعينة – يترتب عليه انتكاسة الإنسان مرة بعد مرة، وأنت كما ذكرت أنك تبت عدة مرات ورجعت عدة مرات، وتخافين من أن الله تبارك وتعالى لن يقبل منك ولن يتوب عليك.
أحب أن أقول لك أبشري، ما دام الله قد يسر لك أسباب التوبة فمعنى ذلك أنه قد قبل منك، وليس معنى أنه قد قبل أننا نفتح صفحة جديدة مع المعاصي، وإنما ينبغي علينا أن نتأدب مع الله سبحانه وتعالى، ونجتهد كل الاجتهاد أن نكون على الوضع الذي يرضيه سبحانه وتعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه.
إذن عليك بالإقلاع عن هذا الذنب نهائيًا، وعدم الاستسلام للرغبة أو الشهوة التي تأتيك، وإنما إذا جاءتك فحاولي أن تغيري واقعك، أن تخرجي من الغرفة – خاصة – إلى مكان عام، وتخرجي إلى أخواتك الملتزمات أي أحد - المهم أن تتكلمي معهن ولا تكوني وحدك، حتى لا يستحوذ عليك الشيطان.
علاج المشكلة هذه إنما هو عدم الوحدة، والخروج وحدك، فعليك أن تبحثي عن أخوات صالحات تربطي نفسك بهنَّ، ولا مانع أن تنخرطي في إحدى مراكز تحفيظ القرآن النسوية، فتحفظي قدرًا من القرآن يرفعك الله تبارك وتعالى به، وكذلك أيضًا فيما يتعلق ببعض العلوم الشرعية التي تحاولين قراءتها، فمثلاً قراءة كتب في العقيدة، والخوف من الله تبارك وتعالى، والإيمان بالله عز وجل، وكيف تحبين الله تبارك وتعالى.
أرى بارك الله فيك أن المشكلة حلها سهل، ولكن تحتاج إلى عزيمة وقرار جريء منك، وأنت الوحيدة القادرة على إنقاذ نفسك – صدقيني – لو جئت بأهل الأرض جميعًا لن يستطيع أحد أن يساعدك مساعدة صحيحة إلا إذا كنت أنت حريصة على تلك المساعدة، ولك أسوة في قصة الرجل الذي قتل مائة نفس، وسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُل على عالمٍ فقال له: هل لي من توبة؟ قال: (ومن يحول بينك وبين التوبة؟ اذهب إلى أرض كذا وكذا فإن فيها قوم يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم) وبالفعل الرجل جهز نفسه، وانطلق إلى البلدة التي أراد، ثم قبضه الله تعالى في الطريق، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، ثم جعلوا بينهم حكمًا، ثم كتبه الله من أهل الجنة.
فهذا الرجل كان صادقًا في نيته وتوبته، حتى قبله الله تعالى، وجعله من أهل الجنة، وترك البيئة الفاسدة التي كان عونًا له على فعل المعصية.
فعليك بترك البيئة الفاسدة، وليس معنى ذلك أن تتركي البيت، وإنما ابحثي لك عن صديقات صالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، واحشري نفسك في زمرتهنَّ، واشغلي نفسك بالمفيد، لأن النفس إن لم تشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل.
ولدينا استشارات في إسلام ويب عن كيفية التخلص من العادة السرية، وبإذن الله تعالى سوف تجدين آلية مناسبة وطريقة جيدة تدلك على كيفية التخلص من هذه العادة.
أما فيما يتعلق بالتوبة، فإن الله تبارك وتعالى أخبرنا بقوله: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم} وقال: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} وقال: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزائهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} ويقول تعالى: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم}، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
فباب التوبة مفتوح – يا بنيتي – حتى تطلع الشمس من مغربها، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم – فعليك بالتوبة والإسراع بها قبل أن يحدث لك أمر لا تتوقعينه، فقد يموت الإنسان، ويلقى الله تبارك وتعالى وهو عاصٍ، وقد لا تتمكنين من العودة إلى البيت لوقوع شيء لك – لا قدر الله تعالى – يحول بينك وبين الوصول إلى البيت.
فالمطلوب أن تجتهدي في الطاعة والاستقامة، والمحافظة على ما يُرضي الله تعالى، والبعد عن الحرام – يا بنيتي – والاجتهاد ألا تكوني وحدك قدر الاستطاعة، حاولي أن تكوني وسط الأسرة، وإذا كنت تدخلين دورة المياه، ويزين لك الشيطان الوقوع في المعصية، فحاولي ألا تكثري المُكث به، كذلك إذا كنت في غرفتك، وشعرت بالضعف حاولي أن تخرجي وقاومي، وأكثري من الدعاء، والإلحاح على الله أن يغفر الله ذنبك، وأن يستر الله عيبك، وأبشري بفرج من الله قريب.
| |
|